خطورة العلاج بالأعشاب الغير مقنن, كيف نتجنب ضرر
العلاج بالأعشاب؟
هناك الكثير من المصابين
بالسكري يعتمدون على الأعشاب لعلاجه فمنهم من يعتمد عليه بشكل مطلق من دون
الاعتماد على الأدوية ومنهم من يعتمد عليه إلى جانب أدوية السكري فما مدى صحة
استخدام هذه الأعشاب لعلاج السكري؟
هناك العديد من الدراسات التي أجرتها جمعية السكري
الأمريكية التي أوجدت فيها أن 22% من المصابين
بالسكري يعتمدون على الأعشاب لعلاج السكري ولكن أكدت هذه الدراسات انه لا يجب
الاعتماد على الأعشاب لوحدها في علاج السكري بل هي تستخدم كعوامل مساعدة على خفض
سكر الدم ويجب استشارة الطبيب لدى استخدامها إلى جانب الأدوية حتى لا تؤدي إلى نقص
حاد في سكر الدم وحتى لا تؤثر على أمراض أخرى بشكل سلبي
إن العلاج بالأعشاب من الأمور المغرية وخاصة أن شهادات كثيرة
من الناس الذين قامت الأعشاب بحل مشاكلهم الطبية بطرق “آمنة وطبيعية” كما يدعون
وقد يكونون على صواب. وهناك الكثير من المعلومات المطبوعة، أو على شبكة الإنترنت
وعلى شاشة التلفزيون التي تقوم بنشرها الجهات التي تقوم بتصنيع وبيع
منتجات العلاج بالأعشاب . ولكن على المستهلك أن يكون على معرفة أن هناك
عدد قليل جدا من الدراسات الطبية التي قد تكون لصالح العلاجات العشبية هذه، وان
سلامتهم قد تكون على المحك وخاصة لأولئك اللذين لديهم نظام جسدي حساس.
فقد نسمع كثيراً عن وصفات لعلاج بعض الأمراض وذلك باستخدام الأعشاب، فهل تلك
الوصفات في حقيقة الأمر هي وصفات ذات فاعلية في علاج تلك الأمراض أم الأمر هو مجرد
دجل وبيع أوهام للمرضى؟
قدم العلاج بالأعشاب
العلاج باستخدام الأعشاب ليس موضوع مبتكر أو جديد، بل متداول
من فترات قديمة لدرجة ان هناك برديات للمصريين القدماء، واستخدم الصينيون قديماً
هذا النوع من العلاج واستمروا فيه وبرعوا، وتنبهت أوروبا له أيضا وانفتحت على دول
أخري مثل الصين والهند ودول أمريكا اللاتينية وأفريقيا.
الفكرة ليست في مدى انتشار العلاج بالأعشاب ، ولكن في مدى
فاعليته وتقنين استخدامه.
خطورة العلاج بالأعشاب الغير مقنن:
تباع الأعشاب المختلفة في محلات
العطارة
أو بعض
الدكاكين الصغيرة، أو قد نجد بعض الباعة المتنقلين يفترشون الأرض، ويبيعوا أكياس أو
عبوات مختلفة بها أعشاب مطحونة متنوعة، على أساس استخدامها في علاج الكثير من الأمراض
مثل المغص- الإسهال- الإمساك- السكري-
السعال-
المرض الكبدي- أمراض الكلى…وغيرها
فهل هناك ضرر قد ينتج من تجربة تلك الأعشاب ؟ وهل هي تصلح لجميع المرضي في مختلف الأعمار؟
وهل استخدامها آمن بأي كمية؟ هل أنت متأكد من حقيقة المادة الفعالة الموجودة في تلك الأعشاب أنها سبب فعلاً للعلاج؟ أم أن هناك مخاطر ؟ وان كانت هناك خطورة … فأين مكمن تلك الخطورة؟
فهل هناك ضرر قد ينتج من تجربة تلك الأعشاب ؟ وهل هي تصلح لجميع المرضي في مختلف الأعمار؟
وهل استخدامها آمن بأي كمية؟ هل أنت متأكد من حقيقة المادة الفعالة الموجودة في تلك الأعشاب أنها سبب فعلاً للعلاج؟ أم أن هناك مخاطر ؟ وان كانت هناك خطورة … فأين مكمن تلك الخطورة؟
الخطورة تأتي من أنهم قد يبيعوا لك المرض بدلاً من العلاج !!!!
كيف ذلك؟
نعلم أن هناك بعض الأعشاب لها تأثيرات طبية علاجية حقيقية بالفعل ،لكنها في ذات الوقت قد تسبب أضرارا جانبية خطيرة وضارة بسبب عدم تواجد المادة الفعالة بصورة نقية واحتمالية أن يكون مختلط معها مواد ذات آثار جانبية ضارة فيحدث الضرر من حيث أراد النفع !!
أضف إلى ذلك انه يعتبر علاج بدون تحديد الجرعة المناسبة لكل مريض حسب درجة مرضه أو شدته.
علي سبيل المثال لو افترضنا عشب معين يستخدم في تخفيض نسبة السكر في الدم، فهل كل مرضى البول السكري لهم نفس نوع المرض أو عندهم نفس نسبة السكر بالدم التي ينبغي تخفيضها بدرجة معينة؟
بالطبع لا… فكيف يأخذ كل المرضى نفس الجرعة من الدواء ؟ أو ماهي الحدود الواجب مراعاتها في الاستخدام ؟ ومتى يتوقف المريض عن تناول الأعشاب ومتى يعرف انه لو أفرط في استخدامها فسوف تضره؟
نعلم أن هناك بعض الأعشاب لها تأثيرات طبية علاجية حقيقية بالفعل ،لكنها في ذات الوقت قد تسبب أضرارا جانبية خطيرة وضارة بسبب عدم تواجد المادة الفعالة بصورة نقية واحتمالية أن يكون مختلط معها مواد ذات آثار جانبية ضارة فيحدث الضرر من حيث أراد النفع !!
أضف إلى ذلك انه يعتبر علاج بدون تحديد الجرعة المناسبة لكل مريض حسب درجة مرضه أو شدته.
علي سبيل المثال لو افترضنا عشب معين يستخدم في تخفيض نسبة السكر في الدم، فهل كل مرضى البول السكري لهم نفس نوع المرض أو عندهم نفس نسبة السكر بالدم التي ينبغي تخفيضها بدرجة معينة؟
بالطبع لا… فكيف يأخذ كل المرضى نفس الجرعة من الدواء ؟ أو ماهي الحدود الواجب مراعاتها في الاستخدام ؟ ومتى يتوقف المريض عن تناول الأعشاب ومتى يعرف انه لو أفرط في استخدامها فسوف تضره؟
أضف على ذلك أن المادة الفعالة الموجودة بالأعشاب تتأثر بطرق
التخزين،فقد تتأثر بدرجة الرطوبة أو بدرجة الحرارة، وطبيعة المادة الفعالة تختلف
من مادة لمادة أخرى: فمثلاً بعضها قد يذوب في الماء وبعضها لا يذوب في الماء لكن
في مذيب آخر مثل الكحول أو غيره….وبالتالي تختلف كمية المادة الفعالة المستخلصة من
الأعشاب حسب طرق التخزين وحسب طرق استخلاص المادة الفعالة.. وبالتالي لا نضمن وصول المادة
المعالجة بنسبة معينة ثابتة تكفي لعلاج مرض ما. بل قد يعتقد المريض أنه يتناول
دواء الأعشاب بينما المادة الفعالة تم تدميرها بسبب التخزين السيئ- ويكف المريض عن
متابعة الطبيب، فيسبب ذلك تأخر في حالته المرضية وتدهور صحته.
تصنع بطرق بدائية تعرضها للبكتيريا
تحتوي الخلطات العشبية للعلاجات الطبية التقليدية على مواد فعالة ومؤثرة في صحة مستخدميها هي ليست كأنواع الخضروات أو الورقيات الخضراء والحبوب الغذائية كالعدس وغيرها من المواد الغذائية الأخرى التي يتم تناولها بطريقة عادية. ولذلك يجب الحذر منها واستعمالها بطريقة سليمة وصحية وآمنة وحسب استشارة المختصين.في العشر السنين الأخيرة ازداد استخدام الأعشاب والخلطات العشبية والعشوائية الطبية ازدياداً عظيماً في مختلف دول العالم سواء المتقدمة منها أو النامية، وذلك بسبب ثقة الناس في فوائد تلك الخلطات العشبية وسهولة الحصول عليها من محلات العطارة المختصة بهذه الخلطات العشبية ومما يعضد ذلك ما يبث لها من دعايات عبر وسائل القنوات الفضائية المكثفة أو عبر النشرات الدعائية الجذابة والمليئة بالادعاءات الطبية العلاجية وبالإضافة إلى أن بعض هذه الإدعاءات الباطلة عن فوائد تلك الخلطات العشبية لمختلف أعضاء الجسم أسهمت في زيادة انتشارها بحثاً عن علاج لمرض مستعصٍ، أو إنعاش جسد ضعيف فمن تلك الخلطات العشبية والتي يدعي محضروها أن لديها القدرة على تقوية الجسم وعلاج الكثير من الأمراض في آن واحد، كارتفاع ضغط الدم، تخفيض ارتفاع سكر الدم، علاج أمراض الكبد والفشل الكلوي، أمراض القلب وأمراض الدورة الدموية والروماتيزم وأمراض السرطان بأنواعه والعقم عند الجنسين وغيرها، هذا مما حفز أغلبية المرضى على شرائها بثمن مرتفع قد يزيد على قيمة الأدوية والمركبات الطبية الموجودة في الصيدليات.
سمية الخلطات العشبية وتلوثها
من الأخطاء الشائعة بين مستخدمي
الخلطات العشبية ومحضريها ومروجيها اعتقادهم أن الأصل النباتي والخضري الطبيعي
لتلك الخلطات العشبية ينفي ضررها على الجسم وأعضائه المختلفة وتأثيرها السلبي فيه،
ويتداول بعض الأفراد أن الأعشاب آمنة وليس لها أي أضرار "وهي إن نفعت وإلا ما
ضرت" وهذا بالتأكيد ادعاء غير صحيح حيث إن مخلوط بعض الأعشاب يحتوي على مركبات
سامة بطبيعتها أو أن هذه السموم حدث بعضها من تكون هذه المخاليط العشبية.
فمثلاً نبات قصب الذريرة
المحتوي على مادة السامة
المسببة للسرطان ولذلك فقد حذرت هيئة الدواء والغذاء الأمريكية من تناوله في
الغذاء.
سكر الدم
ومن هذه الخلطات العشبية خلطة مكونة
من عسل مع بعض الأعشاب وخلطة أخرى مكونة من عدة أعشاب وهاتان الخلطتان العشبيتان
يدعي محضرها أنها تخفض سكر الدم المرتفع وهي مستخدمة لطفل عمره 10سنوات وأحضرها والدا هذا الطفل من دولة عربية مجاورة وبتحليل
هذه الأعشاب والعسل وجد أن هذا العسل مع العشب مضاف إليه حبوب مخفضة للسكر بتركيز 0.5مجم/جم أما
مخلوط الأعشاب المطحون هو مضاف له أقراص مخفضة للسكر بتركيز 7.5مجم/جم وهذه التركيز العالي من مخفضات
السكر (السلفونايل يوريا) له تأثير انعكاسي على صحة الطفل والتي لا يعلم والدا
الطفل أنها حبوب مخفضة للسكر وليست أعشاب كم يدعي من باعها بمبلغ خمسة آلاف ريال
وقيمة الخلطة لا يتجاوز ثلاثين ريالاً.
المزيد>>>
وأضافت
الدراسات: أنه لا
يجب الاعتماد على الأعشاب فقط في علاج مرض السكري ولا يجب تناولها دون استشارة
الطبيب خصوصا إذا كان المريض يعاني من أمراض مزمنة أخرى لأنه قد يكون لهذه الأعشاب
أثر سلبي على الأمراض الأخرى وتنصح بالالتزام بالأدوية والنظام الغذائي المقرر من
قبل أخصائي التغذية
نصائح :
ü لا تشتري أعشاب علاجية غير مصرح بها ولا تعرف كنهتها ولا مدى قانونية مروجيها، أو سلامة محتواها.
ü لا تشتري أعشاب علاجية التي تدعي علاج أمراض مستعصية أو لديها فعالية خارقة عظمى.
ü لا تشتري أعشاب علاجية تعرف كالمسهلات أو الدواء المسهل، والتي هي مهيجات للأمعاء. بدلا من ذلك، استخدام الأعشاب التي تعمل على تليين وتدعم الجهاز الهضمي حتى لا تضر بحركات الأمعاء الصحية .
ü لا تشتري أعشاب علاجية في مستخلصاتها بقايا من المذيبات التي استخرجت منها إذا كنت حساسا للمواد الكيميائية.
ü لا تشتري أعشاب علاجية قبل استشارة ممثل الغذاء الطبيعي المختص للحصول على المشورة حول منتج معين قبل الشراء.
موضوع جميل ومفيد للغاية
ردحذف